كثيرون هم الأشخاص الذين يجعلون حياتهم نسخة أخرى من حياة أشخاص
آخرين، يستمعون لكلامهم ويقتنعون به،
وينسون
أو يهمشون ذواتهم وشخصياتهم، هؤلاء الناس لا يملكون حياتهم، لذلك هم
يسيرون في طريق الفشل،
لأنهم جعلوا همهم إرضاء الطرف الآخر على حساب النفس.
ولنضرب
أمثلة واقعية على ذلك :
منها
عندما يصل الإنسان إلى مرحلة الدراسة الجامعية، فيجد أن كل شخص ينصحه
بالذهاب إلى الكلية الفلانية،
أو
التخصص الفلاني، وقد يقوم الوالدين بالضغط عليه وإجباره على الدخول إلى
كلية معينة (هندسة أو طب أو إدارة أعمال كالعادة)
وللآسف
هذا الشخص تأخذه نصيحة وتأتي به أخرى، فهو من جعل نفسه كقارب صغير في بحر
متلاطم الأمواج.
هذا
الشخص لم يفكر في نفسه، لم يسأل نفسه، أنا ماذا أريد؟ وبالتأكيد سيسأل نفسه
هذا السؤال بعد أن يفيق على واقع مر،
وقد
تكون هذه الإستفاقة بعد تخرجه أو في منتصف دراسته، لكن بالتأكيد ستأتي
متأخرة، سيندم كثيراً لأنه يعمل في مجال لا يحبه.
سيحزن لأنه حاول إرضاء الآخرين.
* مثال
آخر :
وهو
أكثر خطورة من سابقه، إختيار الزوج، تفرض بعض العوائل على أبنائها (سواء
الذكور أو الإناث) زوج معين،
كأن
يقولون البنت لإبن عمها، أو يجبرون الرجل على الزواج من البنت الفلانية
لأنها ذات صلة أو قرابة بالعائلة.
أستغرب
من أمرين، الأول من محاولة الأهل إجبار الإبن على زوجة معينة، لا أدري من
سيعيش مع هذه الزوجة، العائلة أم ابنهم؟
الثاني
رضوخ الكثير من الأبناء لضغوطات العائلة مع أن الشرع يشترط الموافقة
والقبول من طرفي الزواج.
إن من
يريد حياة سعيدة يجب أن يكون صاحب قرار نفسه، وإلا ستصبح حياته عبارة عن
ورقة "يعبث" بها من هب ودب،
ثم يصبح
شخص صفر في الحياة، وسيندب حظه ..
* أن
تتخذ قرارك بنفسك وتخطئ ثم تصلح خطأك خير من أن يجعلك الآخرين تخطئ طوال
حياتك ..